تزكية النفس

كيف نزيل أصنامنا؟

تمهيد

مدى حاجتنا لإزالة أصنامنا

مما سبق بيانه في المقالآت السابقة يتضح لنا أنه من غير المستبعد أن يكون هناك تضخم في أنفسنا ولو في جزء يسير منها، وهذا يستدعي العمل على سرعة إزالته، فوجوده يعرضنا لمخاطر عظيمة ومهلكة، ولا خيار أمامنا إلا البدء الفوري في تناول الدواء الذي يعيد أنفسنا إلى حجمها الطبيعي، إذا ما أردنا أن نقترب من دائرة الإخلاص لله عز وجل، ومن ثم نيل توفيقه ومعيته في الدنيا ورضاه وجنته في الآخرة.

من قوانين النصر:

ومن دواعي حاجتنا كذلك لإزالة أصنامنا: تلقي نصر الله الذي طال انتظاره فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن النصر من عنده وحده ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [ الأنفال: 10 ].

وحدد – سبحانه وتعالى – شروطًا وأسبابًا من شأنها إذا ما اكتملت أن تستدعى نصره، ومن أهم هذه الشروط تغيير ما بأنفسنا ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الرعد: 11 ].

ومنها: نصرته على أنفسنا ﴿إن تنصروا ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ [محمد: 7 ].

ومنها كذلك: عدم الشرك بالله ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ [النور: 55 ].

من هنا يتضح لنا أن حاجتنا لإزالة صورة من صور الكبر وتضخم الذات، حاجة ماسة وضرورية، وينبغي أن تكون لها الأولوية في اهتماماتنا.

ما المقصود بإزالة أصنامنا ؟

المقصود بإزالة الأصنام داخلنا: أن تكون أنفسنا في أعيننا صغيرة مهما كان وضعنا بين الناس.

وأن نستصغر ما نقدمه من أعمال مهما كان حجمها، بل نعمل العمل الصالح ونستغفر بعده. وأن نكون على حذر من أنفسنا، ونيأس من أن يأتينا فلاح من قبلها.

وأن يعظم قدر الله عز وجل عندنا، وأن نربط كل نعمة وتوفيق به سبحانه، ولا ننسب أي فضل لأنفسنا.

ألا نظن أن عندنا شيئًا نفضل الناس به، بل نراهم جميعًا أفضل منا.

..أن نعمل العمل الصالح ولا نعجب به .. أن نحدث الآخرين وندعوهم فلا تنتفخ أنفسنا وتشمخ … فكيف نصل إلى ذلك كله ؟!

وسائل مقترحة:

أما الوسائل التي من شأنها أن تحقق هذه الأهداف فقد دلنا عليها الله عز وجل في كتابه، وبينها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته، ومارسها العلماء والمربون في صدر هذه الأمة، وهي كثيرة يأتي على رأسها:

1 – طلب العلاج من الله عز وجل.

2 – معرفة الله عز وجل.

3 – معرفة حقيقة الإنسان وطبيعة النفس.

4 – تكلف التواضع.

5 – غلق الأبواب أمام النفس .

6 – العلاج بالقرآن.

7 – التعاهد والتربية.

8 – شبهات يجب أن تزال.

وسوف نتناولها بالتفصيل في المقالآت القادمة بإذن الله.. فتابعونا.