بديع الزمان سعيد النورسي من نماذج الأعاجم الذين تأثروا بالقرآن تأثرًا بالغًا، وفاضت عليه معانيه، وكتب الكثير حولها في «رسائل النور» وحفظ الله به الإسلام في تركيا فترة سقوط الخلافة وتحويل تركيا إلى دولة علمانية..
.. قبل أن يُقبل النورسي على القرآن إقبالاً صحيحًا كان يشعر بالحيرة، ويبحث عن مرشد روحي يسير وراءه، وأخذ يوازن بين كلام عبد القادر الجيلاني في كتابه «فتوح الغيب» وبين كلام أحمد السرهندي في كتابه «المكتوبات»..
يقول رحمه الله: احترت كثيرًا، أأسير وراء هذا، أم أسير وراء ذاك؟ وحينما كنت أتقلب في هذه الحيرة الشديدة؛ إذ بخاطر رحمانيَّ يخطر على قلبي ويهتف بي: إن بداية هذه الطرق جميعها، ومنبع هذه الجداول كلها.. وشمس هذه الكواكب السيارة .. إنما هو القرآن الكريم، فتوحيد القبلة الحقيقي إذن لا يكون إلا في القرآن الكريم .. فالقرآن هو أسمى مرشد .. وأقدس أستاذ على الإطلاق..
ومنذ ذلك اليوم أقبلت على القرآن، واعتصمت به، واستمددت منه.
.. صرفت كل همي ووقتي إلى تدبر معاني القرآن الكريم، وبدأت أعيش حياة «سعيد الجديد».. أخذتني الأقدار نفيًا من مدينة إلى أخرى .. وفي هذه الأثناء تولدت من صميم قلبي معان جليلة نابعة من فيوضات القرآن الكريم..
أمليتها على من حولي من الأشخاص، تلك الرسائل التي أطلقتم عليها «رسائل النور» إنها انبعثت حقا من نور القرآن الكريم[1]..
[1] كليات رسائل النور – سيرة ذاتية ص 161 – 162 باختصار.