من أهم عوامل دخول الناس إلى الإسلام، و أحد الأسباب الرئيسة و القوية في أن يثوبوا إلى الله؛ هي كلمات الله تعالى التي أودعها كتابه الكريم، و أودع فيه قوة تأثير و جذب يأخذ بقلوب من يحسنوا الإصغاء إليه..
و من أهم الأماكن التي لم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم أولا، وإنما وصلها القرآن الكريم قبله صلى الله عليه وسلم؛ هي المدينة، عن طريق مصعب بن عمير رضي الله عنه..
فكان مصعب يقرأ على الناس كلام الله قبل أن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فثاب الناس إلى الله ، وأستسلموا بقوة القرآن الكريم إليه سبحانه..
وفي هذا المعنى يقول ابن رجب الحنلبي:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الخلق بالقرآن إلى الدخول في الإسلام ، الذي هو الصراط المستقيم ، وبذلك استجاب له خواص المؤمنين كأكابر المهاجرين والأنصار ، ولهذا المعنى قال مالك: فتحت المدينة بالقرآن .
يعني: أن أهلها إنما دخلوا الإسلام بسماع القرآن ، كما بعث النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير قبل أن يهاجر إلى المدينة . فدعا أهل المدينة إلى الإسلام بتلاوة القرآن عليهم ، فأسلم أكثرهم [1] .
[1] تفسير ابن رجب 1/9