{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 36، 37]
ذكر بعض المفسرين أن “ذِكْرِ الرَّحْمَنِ” هو القرآن.. مستدلين بقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44].
وعلى هذا فإن كل من يلتمس الوصول إلى الله، وكل من يلتمس الوصول إلى طريق الهدى الواضح، وكذا من أراد الصلاح والإصلاح، دون أن يكون على صلة دائمة ومستمرة بالقرآن، ودون أن يكون القرآن هو دافعه ومُحرِّكه، فهو في حقيقة الأمر مخدوع لن يصل، حتى لو افترضنا جدلًا أنه سوف يصل إلى مبتغاه، فإنه سيصل من طريق بعيد جدًّا، ويكون بذلك قد استفرغ وقتًا طويلًا ومجهودًا كبيرًا لو أنفقهما في معية القرآن واستمداد معالم الطريق منه لوصل – بإذن الله – دون ذلك العناء كله، ولعلم أنه إنما كان يدور حول الطريق الصحيح دون أن يسير فيه.
وأما من يصد أصلًا عن سبيل الله ويستعين بغير ذكر الله، فهؤلاء والشياطين قرناء سوء مهما ادّعوا أنهم يريدون الخير والنفع لأنفسهم وللناس {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}.