وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الذي يحيي الأرض بعد موتها هو الله، والذي يحيي القلوب من مواتها هو الله، والذي يهب للناس النور هو الله {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام: 122].
وحال الإنسان من دون الله حال الأرض الميتة، خاشعة ساكنة، لا حراك لها ولا إنبات.. وكذلك الإنسان ضعيف، جاهل لا يقدر على شيء من أمر نفسه، إلا إذا أمده الله بالقدرة، وسقاه من ماء رحمته، ساعتها فقط يستطيع بإذنه – سبحانه – أن يتحرك ويعمل.
فلا مجال إذن للتكبر.. أو الفرح بالنفس والإمكانات والمواهب، فو الله لولا أن الله أذِن كما أذِن للأرض لظل ذلك العبد الضعيف ميتًا حسيًّا ومعنويًّا، إلى أن يقضي هو – سبحانه – بأمر كان مفعولًا.
وثمة لمحة أخرى: وهي أن الذي كان قادرًا على أن ينبت الأرض ويحييها بعد موتها، والذي كان قادرًا على أن يُحيي الإنسان وقلبه لقادر على أن يعيدهما ميتين مرة أخرى.
نسأل الله ألا يحرمنا بجهلنا، وأن يحيينا بكلامه، وأن يمن علينا بالوقوف على حقيقة أنفسنا.