{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} [الكهف: 56].
لا تستبعد من أعداء الله أن ينافحوا ويجادلوا ويذهبوا ويجيئوا من أجل الإبقاء على باطلهم.
ولا تستبعد – كذلك – منهم أن يستهزءوا بآيات الله وكلامه وأهله، ومن تكلم بكلامه.. لا تستبعد ذلك أبدًا..
.. ولا يهولنك ما قد يفعلون، فقد فعل أعداء الله على عهد محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك، وها هم على نفس حالهم منذ محمد صلى الله عليه وسلم حتى واقعنا الأليم الذي زادت فيه الجرأة على الله نفسه، وعلى كلامه، وعلى رسوله، وعلى الجيل الأول وخير الناس الذين اختارهم الله لحمل دينه، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه.
ولا تستبعد منهم أن يستخدموا في حربهم كلامًا أو إعلامًا أو اعتقالًا أو إغلاقًا للمساجد ومنعها من نشاطها الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو… أو… .
فهم أظلم الناس {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [الكهف: 57]، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} [البقرة: 114]..
وهم الموقورون آذانًا.. الذين أغْلقت قلوبهم الأكنة.
ولا تحزن فإنه لن يكون في ملك الله إلا ما يريد {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوه} [الأنعام: 112]..
ولتكن حربهم وقودًا لك على بذل جهد أكبر في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمته.