غير مصنف

الإستعاذة

ملخص الدرس:

هو التعرف على إبليس العدو الأبدي لنا وأيضا تقوية وإنماء الشعور بالحاجة إلى الله في حمايتنا من الشيطان، وقد تم عرض المعني من خلال العناصر التالية :

1- قصة إبليس وعداوته لنا:

كان إبليس يعبد الله كثيرا وكان يعيش مع الملائكة رغم أنه من الجن، ولما خلق الله آدم عليه السلام أمر الملائكة كلها بالسجود له، فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس رفض أن ينفذ أمر الله!!

وسأل الله عز وجل ( وهو أعلم ) إبليس عن سبب عصيانه لأمره فقال إبليس بغرور: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين!!

كان إبليس متكبرًا ومغرورًا لكثرة عبادته لله، فدفعه هذا التكبر والغرور إلى عصيان أوامر الله، فمهما كنت عابدا لله ومهما كانت صلاتي كثيرة فلا ينبغي أن أتكبر بها على أحد.

كان عقاب إبليس أنه طرد من رحمة الله ، وكاد أن يحبس في النار لولا أنه طلب من الله طلباً!! لقد دعا ربه أن يمهله فلا يعاقبه الآن، واستجاب الله له.

ظن إبليس أن سبب خروجه وطرده من رحمة الله هو آدم عليه السلام فحقد عليه وأضمر له الكره والبغضاء!!

ولكننا بالطبع نعلم أن السبب الحقيقي لطرد إبليس من رحمة الله هو استكباره وغروره، وأنه رفض تنفيذ أمر الله تعالى.

وأراد إبليس أن يضر آدم ضرراً كبيراً، فوسوس له بأن يأكل من شجرة الخلد وهي شجرة كان الله قد نهى آدم وزوجته عن الأكل منها.

وكذب إبليس على آدم فقال له أنه إذا أكل من تلك الشجرة فسيتحول إلى ملك من الملائكة هو وزوجته حواء.

ولم يكتف بهذا فقط بل أقسم لهما بالله!! لقد حلف بالله كذبا، وصدقه آدم وأكل مع زوجته من الشجرة، نسي أمر الله له بعدم الاقتراب من تلك الشجرة.

لحظتها شعر إبليس بالفرحة تغمره ، لقد أضل آدم عدوه اللدود ولكنه لم يحسب أمر مهم، أن الله غفور يرحم عباده التائبين.

لقد عصى آدم وزوجته أمر الله، وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ؟ فماذا فعل آدم وزوجته؟ هل قلدا إبليس ورفضا الاعتراف بخطئهما ؟ لا ،

” قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ” 23 ــ24 الأعراف

فإن أطاع آدم وذريته ربه عادوا إلى مكانهم الأصلي .. الجنة، وقد حذرنا الله من عداوة الشيطان فقال:

” وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ” 168 البقرة

2- لماذا الاستعاذة قبل القران؟

القران هو أهم وأفضل وسيلة للتقرب إلى الله وكما عرفنا فان إبليس يريد أن يضلنا ويبعدنا عن الجنة ولذلك فهو يسعى لكي يبعدنا عن أي شيء يهدينا إلى الجنة.

ولذلك يعمل على ألا نستفيد من القران ، فيجعلنا نهتم بكثرة القراءة دون أن نحاول فهم ما تأمرنا به الآيات.

وكما نتذكر فنحن لكي نهتدي بالقران يجب علينا أن نقرأ القرآن ونفهمه ونتأثر به ونعمل به، ولذلك أمرنا الله بأن نستعيذ به من الشيطان الرجيم قبل قراءة القران.

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (النحل:98)

3- الاستعانة الحقيقية هي الأمل الوحيد للانتصار على الشيطان

وهي الاستعانة الكاملة أي بنسبة 100% وكلما ازداد شعورنا بخطورة الشيطان كلما ازدادت درجة استعانتنا بالله.

4- الاستعانة والاستعاذة

الاستعانة هي طلب المساعدة من الله في تحصيل أمر ما مثل النجاح أو الصحة أو الشفاء أو الشبع… الخ.

أما الاستعاذة فهي طلب المساعدة من الله في إبعاد شر مثل شر الشيطان أو شر اللصوص أو شر الحيوانات المفترسة… الخ.

5- كيفية الاستعاذة

ظاهرياً (باللسان) : أقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

شعورياً (بالقلب): أشعر بخطورة الشيطان وأن الله وحده هو الذي يقدر عليه ولذلك فأنا أطلب بكل كياني المساعدة من الله في حمايتي من شر الشيطان وإبعاده عني.

6- الواجب العملي.

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل قراءة الفاتحة في الصلاة مع استشعار معنى الاستعاذة. أقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

2- الاستعاذة بالله عند دخول الخلاء. أقول : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.