مواقف تربوية

الرحمة المهداة

الكاتب: د. هاني السقا

روى الإمام مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحَكَم السُّلَمي رضي الله عنه، قال :

((بَيْنا أنا أُصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ عَطَس رجلٌ من القوم ، فقلتُ: يَرحمُك الله، فرَماني القوم بأبصارهم!

فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّياه! ما شأنُكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يَضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتُهم يُصمِّتونني سكَتُّ.

فلما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم دَعاني ، فبأبي هو وأُمّي، ما رأيتُ مُعلِّماً قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تعليماً منه، فوالله ما كَهَرني، ولا ضربني، ولا شَتَمني، قال: إنَّ هذه الصلاة لا يَصْلُحُ فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن))

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في ((شرح صحيح مسلم)) 5 : 20 تعليقاً على هذا الحديث الشريف: ((وفيه بيانُ ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من عظيم الخُلُق الذي شَهِدَ الله تعالى له به، ومن رِفْقِهِ بالجاهل، ورَأفتِهِ بأمته وشفقته عليهم. وفيه التخلُّقُ بخُلُقه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالجاهل، وحُسْنِ تعليمه، واللطفِ به، وتقريب الصواب إليه)) .