بعد أن تعرفنا على أول دور من أدوار المربي في إشرافه على عملية التغيير وهو: تربية من معه على التوازن والاعتدال، ودوره الثاني، وهو: ضبط الفهم الصحيح عند الأفراد لمراتب الأحكام وفقه الأولويات مع النظرة الشاملة للإسلام ، يأتي الآن الحديث عن ثالث دور من أدواره ، وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للمربي :
ثالثاً: حُسن توجيه الطاقات المتولدة لدى الأفراد نتيجة تعاملهم مع القرآن ومنابع الإيمان ، وذلك بفتح مجالات العمل أمامهم ، وتنظيم حركتهم بين الناس :
ولقد كان المربي العظيم صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع أصحابه ، فيدلهم على أبواب الخير ويستحثهم على ولوجها ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكوم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ” [1].
فالمربي الناجح هو الذي يستوعب طاقات من معه، ويفتح لهم المجالات التي تناسب إمكاناتهم .