{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } [فصلت: 52، 53]
إن العقل يقتضب بأنه حق على من أنكر فضل متفضل أن يحرمه هذا المتفضل من ذلك الفضل، ولا يلومه أحد في ذلك.
والسياق العقلي يقول أنه بعد الكفر والضلال والشقاق البعيد لابد أن يأتي العذاب، ففعلهم يوجب ذلك.
لكن الله سبحانه وتعالى يأتي بسياق آخر تمامًا، فهم مع ما يتمادون فيه من إعراض عنه – سبحانه – يتوعد بأن يريهم ويريهم ويريهم دلائل وجوده، وآثار رحمته حتى يعلموا أن الله حق.. وفعله حق.. وأمره كله حق.
فبدلًا من أن يأتي بالعذاب يأتي بمزيد من الرحمات لعلهم يعودوا إليه بعد أن يكون قد أراهم آية بعد آية بعد آية..