إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ [آل عمران :135- 154] [آل عمران : 153].
هنا حكمة عظيمة: فالصحابة كانوا يصعدون الجبل تاركين الرسول ، والرسول صلى الله عليه وسلم ينادي عليهم من خلفهم وهم لا يستجيبون.
هنا ظهر أن المرء بدون الله لا يساوي شيئا، وأننا بالله لا بأنفسنا ، ثم يعود المدد: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا.
فالله عز وجل يمنع عن الإنسان عطاءه في بعض الأوقات لكي يكشف له حجمه ، وأنه بدونه لا يساوي شيئا ، كما قال موسى لربه ﴿ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ﴾ [الأعراف : 155].
إذن فالمنع قد يكون عين العطاء.. وتلك تربية نفسية عظيمة.