الكاتب: د. هاني السقا
روى البخاري ومسلم عن أنسٍ رضي الله عنه
((أنَّ رجلاً قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعةُ يا رسولَ الله؟ قال: ما أعددتَّ لها؟ قال: ما أعددتَّ لها من كثيرِ صلاةٍ ولا صومٍ ولا صَدَقةٍ، ولكني أحبُّ الله ورسولَه، قال: أنت مع من أحببتَ)).
يقول الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:
فلَفَتَه صلى الله عليه وسلم عن سؤالِه عن وَقْتِ قيام الساعة، الذي اختَصَّ الله تعالى بعلمِه، إلى شيءٍ آخَرَ هو أحوجُ إليه، وأفضَلُ نفعاً عليه، وهو إعدادُ العملِ الصالح للسّاعةِ، فقال: ما أعددتَّ لها؟ فقال: حُبَّ اللهِ ورسولِه، فقال: أنت مع من أحببتَ.
فزاده صلى الله عليه وسلم أياً أن الإنسان يُحشَرُ مع من يُصاحِبُ ويُحبُّ. وفي هذا تبصيرٌ للإنسان وتحذيرٌ من أن يتَّخذ في الدنيا قريناً له غيرَ صالحٍ، فيكونَ معه في الآخرةِ حيث يكون!
وهذا الأسلوبُ في لَفْتِ السائل يُسمّى: أسلوبَ الحكيمِ، وهو تَلَقّي السائلِ بغير ما يَطلُب، مما يَهُمُّه أو مما هو أهمُّ مما سأَل عنه أو أنفَعُ له.