يوصينا المحاسبي بالإكثار من الجلوس مع القرآن ، مبينا لنا فوائد ذلك وأثره علينا فيقول:
لا يعظم قدر كلام الله عندنا إلا بتكرار التلاق والدوام على تقصي العقل تقصي ذلك والتيقظ له حتى نفهم ما قال فينتبه العقل من غفلته ويشاهد علم الغيوب ببصره.
فعند ذلك يعقل التالي عن ربه عز و جل فيقول ما قال عنك كرائي عينه وما أقبل عبد على الله جل وعز إلا أقبل الله عليه وأسرع إليه الإجابة فكذلك إذا أقبل على الله تعالى وذكره بطلب الفهم أسرع إليه بالإفهام له وكذلك ضمن للمقبلين إليه بعقولهم لفهم كلامه عنه فقال عز وجل : ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق : 37].
فهم القرآن ومعانيه للمحاسبي – (0 / 312)