الكاتب: نسيم بسالم
ويَأتي موقف رَهيب آخَر؛ تُوقَف فيها تِلك الجَحافِل السَّوداء القَاتمة مِن البَشر؛ ليُسألوا مَرَّة أُخرى عَن آياتِ الله؛ فتَخرَس ألسنُتُهم؛ ولا يُحيرونَ جَوابا، ولا يملكون خطابا!
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ} [النمل :83- 85].
تعليق: “أماذا كُنتم تَعمَلون” سؤال مِحوري جَوهري مَصيري؛ ينبَغي أن يَكُون هاجِسَ كلِّ إنسان عَلى وَجه الأَرض… هل يَشتَغل بالآيات البيِّنات أم يتَلهَّى بالسَّفاهات والتَّفاهات!!
*في ذَلك السُّكون الرَّهيب يتذَكَّر الشَّقي رُفقَاء السُّوء الذين كانُوا يَقتُلون أوقَاتَه في الفارِغات على حِساب الذِّكر فيَعُضُّ على أصابِع النَّدم… حقا إنَّه يَوم الحَسرَة!!
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً {27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً {29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً {30)} الفُرقان.. {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ. إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم : 39-40].
- اعتِراف تِلو اعتِراف مِن طَرف الأشقياء، وشَهادة على أنفُسِهم بأنَّهم فرَّطُوا في جَنب الله، وكانُوا من السَّاخرين!!
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} [الأنعام : 130].
- ثمَّ يُجثَونَ على رِكابِهم، وتُعرض عَليهم صَحائِف أعمالِهم؛ فأمَّا السَّعيد فيُقال لَه: طِبت؛ ادخُل جنَّة ربِّك خالدا مُخلَّدا! وأمَّا الشَّقي فيُقال لَه: ألَم تَكُن آياتي تُتلى عَليك؟!!
{وَلَلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ وَيَومَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ {27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {28) هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ {30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ {31)} الجاثية.
- يُوزَع الأَشقياءُ بَعد انتِهاء المُساءَلة إلى النَّار ويُساقُون كَما تُساقُ الأَنعام؛ حتَّى إذا وَصلوا إلى شَفيرِ جهنَّم؛ تُفتَّح لَهُم أبوابَها؛ وقَبل أن يُنبَذُوا فيها يسألُهم خَزنَتُها: ألم يأتِكم رسل مِنكم يتلُون عليكُم آيات ربِّكم؟!!
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر :71- 72].
- هؤلاء الَّذين كانُوا يَنهَون عَن الوحي وينأونَ عَنه، ويَقعُدون في كلِّ صِراط يُوعِدون ويصُدُّون، كأنَّهُم حُمر مُستَنفرَة فرَّت مِن قَسوَرة؛ ما أغنى عَنهُم جَمعُهم وما كانوا يستَكبِرُون؟!!
{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ {26) وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {28) وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ {29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ {30)} الأنعام.
- وحينَ تُقامُ عَليهم الحُجَّة، ولا يَجدُون مَرجعا ولا مَحيصا؛ يُلقَون في جَهنَّم؛ وأوَّل ما تَمُسُّ أجسَادُهم نَار جَهنَّم؛ ويسمَعُون شَهيقَها وزفيرَها، تسألُهم خَزَنتُها كرَّة أُخرى عَن النُّذُر التي جاءَتهم؛ كيفَ تصرَّفُوا مَعها!!
{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ {7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ {9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ {10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} المُلك.
- ويبدَأ صُراخُهم وعَويلُهم مِن لَظى جهنَّم؛ ويَطلُبُون الخُروج ليَعمَلوا غَير الذي كانُوا يَعمَلُون؛ فما هُو جَواب الباري عزَّ وجل لَهم؟!
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [فاطر:36- 37].
تعليق: ” أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ” أي: أولَم نُعطِكُم عُمرا كافيا في الدُّنيا لتَتفرَّغُوا للآيات؛ دراسة ومُدارسَة؛ تمثُّلا وتَبليغا؛ فأفنيتُم أعمارُكم سُدى في ما لا طائِل مِنه ولا نَفع؟!!
- ويشتَدُّ لَفح النِّيران عَليهِم؛ وتُنزَع مِنهم الشَّوى، ويُضرَبُون بالمَقامِع والحَديد؛ فيطلُبون الخُروجَ مرَّة أُخرى؛ فيُذكّرون بِعظَمة الوَحي؛ ويُقطَع رَجاءُهم نِهائيا في النَّجاة!!
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ {101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ {104) أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ {105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ {106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ {107) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ {108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ {110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ }. المُؤمنون.
- وحينَ ييأسُون مِن استِجابَة الله لَهُم؛ يتَّجِهُون إلى مالِك خازِن جهنَّم يَطلُبُون مِنه الدُّعاء لِيَقضِيَ الله عَليهِم فَيمُوتوا؛ فماذا يُجيبُهم! لا شَيء غَير تَذكيرِهم بالحقِّ المُنزَّل عَليهم!!
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ. لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [الزخرف : 78].
- وتتبخَّر أمانيهِم في القضاءِ عَليهِم؛ بعدَ أن أبلَسُوا مِن الخُروج وأيِسُوا؛ فيتَوجَّهُون إلى خَزَنَة جهنَّم يطلُبُون مِنهم أن يَدعُوا ربَّهم يُخفِّف عَنهُم يَوما مِن العَذاب؛ فتُذكِّرهم الخَزنة إهمالَهم البيِّنات، وعَدم اكتِراثِهم بِها في الدُّنيا!!
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ {49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } غافِر
- ماذا بَقيَ لَنا بَعد كلِّ هَذه القَوارِع والزَّواجِر حتَّى نتَصالَح مَع كِتابِ ربِّنا؟! وهل بَقيَ في أذهانِنا مَشرُوع نُسبِّل لَه أوقاتَنا، ونُضحِّي فيه بأنفُسِنا وأموالِنا غَير دِراسَة الكِتاب العَزيز، وتعلُّم قَوانينِه وتبليغٍها للعالَمين؟! أمَا آنَ لَنا أن نَعُودَ إلى القُرآن عَودَة جِدِّيَّة ونَفرَح بِه كَما يُريدُ مِنَّا خالِقُنا، ونُعيدُ إلَيه مَرجعيَّته ومِحوريَّته في كلِّ مَجال مِن مَجالاتِ حياتِنا؟!
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ {54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ {56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ {59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} الزُّمر.