{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26]
الذي يظهر من خلال موقف فرعون الذي تحكيه هذه الآية، ومن خلال الواقع أن أهل الباطل أيضًا يستخدمون شعارات طيبة، وهم حين تسمح لهم نفوسهم دون وخز ضمير أو استحياء من الله أو الناس أن يستخدموا هذه الشعارات فإن تفسير ذلك يكون لسبب من الأسباب التالية:
– نسيانهم أن الشعارات الجوفاء التي لا مضمون لها، يفضحها الواقع العملي، ويكشفها الزمان.. وبالفعل يكون الشعار طيبًا غير أن الذي يُلقي هذه الشعارات هو نفسه موطن الخلل، فيظهر كذبه على الناس ويسقط من أعينهم سريعًا.
– أو أن أهل الباطل يلتبس بداخلهم الحق والهوى فلا يكادون يفرّقون بينهما.
– أو أن النفس قد تعمى عن حقيقة نفسها، فلا تجد أي غضاضة في الكذب على الناس واستعطاف قلوبهم باستخدام شعارات ظاهرها الرحمة وفي باطنها يتوطّن العذاب.
نسأل الله أن يرينا الحق حقًّا، ويرزقنا اتباعه، وأن يرنا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.