تساؤلات وردود

«الذي يتعتع له أجران»

هناك بعض الأحاديث التي يظن البعض أنها تدعو لقراءة القرآن لمجرد القراءة – دون تدبر – كقوله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السَّفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»[1].

الجواب:

المتأمل للحديث السابق لا يجد فيه ما يدل على ما فهمه صاحب السؤال، بل العكس.

فالحديث يبين أهمية تعلم أحكام التلاوة, والتي تعتبر مفتاحًا ضروريًا للانتفاع بالقرآن…

فتلاوة القرآن حق تلاوته – كما يقول أبو حامد الغزالي – هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، و حظ العقل تفسير المعاني، و حظ القلب الاتعاظ و التأثر بالانزعاج و الائتمار… فاللسان يرتل، و العقل يترجم، و القلب يتعظ [2].

و لأن الترتيل علم يحتاج إلى ممارسة لفترة ليست بالقصيرة كي يتقنه الإنسان، فإن من المتوقع ألا يصبر عليه الكثيرون حتى يتعلموه و يتقنوه، لذلك كان التشجيع النبوي للمبتدئ بأنّ له أجرين حتى يستمر في التعلم ولا يتركه، ومن ثمّ تحسن استفادته بالقرآن.

أما الفهم والتأثر فليس له علاقة بالتعتعة، أي أن الماهر بالقرآن، والذي يتعتع فيه عليهما أن يفهما ما يقرآنه ويجتهدا في التأثر به.. فالحديث يقول: «والذي يقرؤه ويتعتع فيه» والمتبادر للذهن عند سماع كلمة «يقرأ» هو: إعمال العقل في الألفاظ لإدراك ما ترمي إليه من معانٍ.

[1] متفق عليه.

[2] إحياء علوم الدين 1/ 442.