حينما ننظر إلى من أثر القرآن فيهم، و غيَّرهم إلى الحال الطيب الحسن، فإن ذلك من شأنه أن يزيد ثقتنا بالقرآن… و من ناحية أخري، فإنه يجعل النفس تتوق إلى الوصول إلى ما وصلوا إليه… و هي أيضا دليل على قدرة القرآن على التغيير و التأثير، و إن كان القرآن لا يحتاج إلى دليل لإثبات ذلك، لكن النظر إلى هذه النماذج الطيبة يشهد على قدرة القرآن على فعل الأعاجيب في الفكر و المشاعر والسلوك.
و الإمام أحمد السرهندي ، واحد من نماذج الذين دخلوا مصنع القرآن و تعرضوا لماكيناته حتى أخذت آيات القرآن بقلوبهم و ظهرت تأثيراتها على وجوههم عند قراءتها .
فقد كان – رحمه الله – يبدو عند تلاوته لكتاب الله تعالى، و يظهر على وجهه أن الحقائق القرآنية تفيض عليه، و أن بركاته تنسكب و فيوضه تنهمر، و كان إذا قرأ آيات العذاب أو الآيات التي جاءت بصيغة التعجب و الاستفهام، تجاوب معها، و تكيف بها.